ماهو الصندوق الأسود الموجود على الطائرة ؟
يمكن القول بأن الصندوق الاسود على
الطائرة هو الشاهد الوحيد بعد الله على تحطم الطائرة والأسباب التي تقف وراء تحطم الطائرة
ترى هل الصندوق الأسود هو أسود اللون فعلا؟ أم أنه تعبير عن الغموض الذي يكتنف أسباب سقوط الطائرات عادة والتي لا يفصح عنها إلا ذلك الجهاز الصغير الذي يسمى الصندوق الأسود The Black Box
سمي بالصندوق الأسود لارتباطه بالكوارث الجوية وحوادث تحطم الطائرة وهو في الحقيقة صندوق ذا لون برتقالي
الطائرة المصرية في 31/10/1999، هو صندوقاها الأسودان. وقد حدثت البلبلة بعد ما حاول "خبراء" فريق العمل من توجيه أصابع الاتهام إلى الطيار كون الصندوق كان قد سجل كلمات تدل على إيمانه وصبره على الحق.
ترى ما هو الصندوق الأسود وكيف يعمل؟
بخلاف اسمه، فالصندوق الأسود يكون عادة مطليا بلون برتقالي لماع " فسفوري" وهذا أقل ما يمكن أن يفكر به مصمموا الصندوق إذا علمنا أن الصندوق بعد تحطم الطائرة التي تحويه يعتبر أثمن ما يبحث عنه خبراء تحليل أسباب تحطم الطائرات وشركات التأمين طبعا التي ارتفعت أسهما عاليا جدا بعد أحداث سبتمبر 2001. فلو كان أسود اللون لتعثرت مهام البحث عنه أكثر وأكثر خصوصا إذا استنزفت وسائل البحث الإلكترونية التي سنأتي على ذكرها لاحقا.
منذ الستينيات من القرن الماضي بدأ مطوروا الطائرات بدراسة جادة لتقصي أسباب تحطم طائراتهم ولم يكن ذلك خوفا مباشرا على أرواح ركابها طبعا بل للمحافظة على سمعة شركاتهم عالية وبالتالي جيوبهم مملوءة. وطالما أن تحطم الطائرات لا تترك من يخبر عن الفاجعة عادة، فقد وجد أولئك المطورون صعوبة بالغة في تحليل أسباب التحطم التي لا تبقي ولا تذر. ومن هنا بدأوا يفكرون بطريقة تكفل وجود "سوبر راكب" يتحمل الضغوط والانفجارات والنيران الملتهبة والمكث في قيعان المحيطات لفترة أسابيع قبل موته وقبل كل ذلك عليه أن يتحمل السقوط من ارتفاع يزيد على عشرة كيلومترات. وفوق كل هذه التحديات الصعبة على السوبر راكب هذا أن يتذكر ويفصح عن كل ما جرى في
في الواقع، يقبع في نهاية الطائرة صندوقان وليس صندوقا واحدا وهما معا يشهدان كل ما يمكن تصوره من أحداث تهمنا في تحليل أسباب الحادث وهما كما يلي:
صندوق أسود يختص بحفظ وتسجيل المعلومات المتعلقة بالبيانات الرقمية والقيم الفيزيائية المختلفة مثل. الوقت السرعة الاتجاه زاوية الرأس وزوايا الأجنحة والزعانف المختلفة وسرعة وحالة المحركات كل على حدى والضغط الجوي الخارجي والداخلي ودرجات الحرارة وقراءات كل الأجهزة العاملة وطاقة والتيار الكهربائي وكل ما يمكن تخيله من هذا القيم، يقوم الصندوق الأسود هذا بحفظه وتسجيله أولا بأول. ويسمى هذا الصندوق الأسود بـ مسجل البيانات الملاحية (Flight Data Recorder)
وأما الصندوق الأسود الثاني فيسمى بـ مسجل أصوات قمرة القيادة. (C0ckpit Voice Recorder) ومن اسمه فمهمته تسجيل كل ما يمكن أن يحدث في قمرة القيادة من أصوات وهذا طبعا يفيد كثيرا لمعرفة ما تم من حوارات أو مشاحنات أو استنجاد واستصراخ وما إلى ذلك ما يمكن أن يدور في القمرة في حالات العادية أو الحالات الحرجة
كيف يتم التسجيل؟
في بداية عهد الصناديق السوداء أي في منتصف الستينيات من القرن العشرين، كانت عمليات التسجيل تتم على أشرطة مغناطيسية كتلك التي نستخدمها في المنزل ولكن كأشرطة تسجيل الفيديو عرضا. وبقي الحال هكذا حتى بداية عهد التسجيل الإلكتروني على شرائح التخزين لتي لا نحتاج إلى حركة وبالتالي تقل عمليات صيانتها كثيرا. وفوق هذا فلم تكن طريقة التسجيل المغناطيس على الأشرطة تستوعب أكثر من حفظ الساعة أو الساعتين الأخيرتين من أحداث الطائرة بينما التسجيل الرقمي الجديد فمكننا من تسجيل أضعاف ذلك. من جهة أخرى فلم يكن يستطيع مسجل البيانات الملاحية من تسجيل أكثر من 100 عامل فيزيائي كالتي ذكرتها أعلاه بينما الطريقة الرقمية الجديدة فتستطيع تسجيل 700 منها. ولكن برغم ذلك فما زالت طائرات كثيرة في العالم تعمل بالنظام القديم وكانت الطائرة المصرية التي تحطمت قبالة السواحل الأمريكية تملك مثل هذا النظام في صندوقيها الأسودين. لاحظوا الصورة التي تبين الصندوق الأسود المختص بتسجيل أصوات القمرة.
الاختبارات التي على الصندوق الأسود اجتيازها:لكي يتحمل الصندوق الأسود ما لا يتحمله أي جز من الطائرة فضلا عن ركابها، فقط صمم بطريقة فائق المتانة وأحيط بجدار سميك من سبائك معدنية خاصة تستطيع تحمل الاختبارات التالية
وذلك بقذفه من مدفع ليصطدم بجسم من الألمنيوم بقوة 3400 نيوتن
إسقاط ثقل معدي يزن حوالي 230 كغم فوق الصندوق الأسود من ارتفاع حوالي 3.5 متر
تطبيق ضغط يوازي الضغط الحاصل تحت قاع المحيطات على عمق بضعة كيلومترا
يغمس الصندوق الأسود لمدة 24 ساعة داخل حوض مملوء بمياه بحرية مالحة وعليه الخروج سالما منه
على الصندوق الأسود تحمل حرارة تساوي حوالي 1100 درجة مئوية
كيف يكتشف مكان الصندوق الأسود؟
إذا سقطت الطائرة في البحر فستبدو عمليات البحث عنه معقدة جدا وخصوصا إذا كان في عمق بضعة كيلومترات. لذلك فقد عمد مطورو الصندوق الأسود على أن تخبر الصناديق السوداء بذاتها عن أماكن تواجدها وذلك بإرسال إشارات فوق سمعية (45 كيلو هيرتز) وهذه الذبذبات يمكن أن تلتقط عن بعد يصل إلى بضعة عشرات من الكيلومترات أو بضة كيلومترات من عمق المحيط. وبذلك تسهل مهمات البحث عنه ولذلك فإننا نسمع عن اكتشاف الصندوق الأسود بعد يومين أو ثلاثة من سقوط الطائرة في الغالب
وأما سعر الصندوق الأسود الواحد، فيبلغ حوالي ما بين 10 آلاف إلى 20
ألف دولار
الخميس سبتمبر 27, 2007 8:40 am